Category Archives: تدوينات

بعض التدوينات الخاصة، والتي تعبر عن بعض أرائي لبعض المواقف الحياتية المتنوعة.

هذه التدوينات غير منشورهـ في اي ٍ من الصحف وتعتبر ملك وحق للكاتب.

رياح التغيير

المتأمل في برنامج يوم كامل على الكرة الأرضية سيجد أن التغيير جزء لا يتجزء من طبيعة هذا الكون، إنه سنة كونية نراه في تعاقب الليل والنهار وفي الفصول الأربعة، وفي أحوال الأمم والناس عبر الأزمان “وفي أنفسكم أفلا تبصرون”.

وفي العلم الحديث يعرف (جون كوتر) أحد خبراء الإدارة، إدارة التغيير على أنها منهج للاستفادة من البنى والأدوات الأساسية للسيطرة والتحكم على أي جهد في التغيير التنظيمي. ويؤكد أن التغيير يسهل ويتم عن طريق معرفة عناصر مقاومة التغيير وكيفية التعامل معها وأن التغيير عبارة عن قيادة تتم عبر مراحل ثمان تعتبر حاليا هي الأهم والأكثر فاعلية لنجاح التغيير.

وبين هذا وذاك فإن مجمل جهد التغيير واستعداديته مرتبط بثقافة الإنسان وتحديدا بما يتمسك به من مبادئ وقيم تشكلت غالبا من مثلث محوري جوهري هو الأسرة والمجتمع والمواقف المؤثرة. قد ينشد البعض التغيير لنفسه أو لشخص آخر أو لمجتمعه ولا ينجح! لماذا؟ لأن الكثير لايدرك أن العمل بالتغيير وأدواته يختلف باختلاف طبيعة الشخص أو المجتمع ولا يصح استخدام ذات الطريقة والأدوات مع مختلف الأشخاص أو المجتمعات. إن التغيير بطبيعة الحال فلسفة فكرية بحته تحتاج إلى وعي كامل بمفاهيمه وطرقه وأدواته بعد دراسة المستهدف بالتغيير شخصا كان أو مجتمعا، وخذ على سبيل المثال الرسل والأنبياء، جاؤوا لفرض التغيير الإيجابي ربما لنفس الرسالة ولكن الطرق والأدوات تختلف اختلافا شبه كلي بحسب طبيعة وخصائص مجتمعاتهم؛ وتأمل وقت اعلان الرسالة وطريقتها والظروف المهيئة لها وطرق التعامل معها كلها تثبت ذلك.

مرحلة مقاومة التغيير مرحلة طبيعية من المهم جدا معرفة كيفية التعامل معها وإدارتها من حيث أن افرازاتها أو ردات فعلها تتشكل بحسب مستوى الوعي لدى الفرد، فتجدها عند البعض على شكل مخاوف تدفعه إلى الهروب أو تجاهل التغيير، أو بالتمسك اللإرادي بمنطقة الراحة جراء التعود والتكيف كتلك سلسلة الفيل، أو بشن حرب ضد التغيير رغم ايجابيته لارتباطة غالبا بمصالح شخصية ليست مضمونة بعد التغيير كزوال السلطة أو الغنى.

يقول احد الفلاسفه: ” وراء كل جدار من الخوف يكمن كنز عظيم”، وكم أبدع في قوله، فقد اختصر التغيير في أمرين اثنين مهمين هو الإقدام والتفاؤل الحسن. إن حاجتنا للتغيير تحكمها تلك جدران المخاوف، وكم نحتاج فعلا إلى مطرقة الإقدام ومعول التفاؤل لكسر تلك الجدران للحصول على ذلك الكنز ألا وهو التغيير للأفضل.

يقول بيل جيتس: “رسبت في بعض المواد في الجامعه بينما صديقي نجح في تخطيها، صديقي الآن مهندس في شركة مايكروسفت بينما أنا أملك هذه الشركة”. كم كبير من الدروس في كلماته وبعض من الوجع أيضا يشعر به كل من يخشى التغيير. عندما قرر (بيل غيتس) ترك جامعة هارفارد آنذاك كان قرارا شيطانيا متهورا عند البعض وسيسير به حتما إلى طريق الضياع، هؤلاء البعض هم من تكبلهم المخاوف ويحاولون أيضا دون وعي منهم تكبيل الآخرين بها ظنا منهم أنهم يمارسون النصيحة والمشاركة بخطة إنقاذ. وحده (بيل) من حطم سوار المخاوف وجدرانها واثقا بقدراته ومتفائلا بحسن صنيعة وجراء ذلك حصل على كنز عظيم عبارة عن نجاح باهر هو الأفضل والأميز من نوعه على وجه الكرة الأرضية.

“أديب” شاب لم يكن يملك أي اعتبار في مجتمعه حتى اطلق عليه البعض بالغبي. قرر التغيير بأن يسافر إلى أمريكا ويبحث عن كنزه الحقيقي؛ نفسه وقدراته. كم كبير من المخاوف أحاطت به لايملك المال الكافي، لايعرف أحدا هناك، لايعرف لغتهم، لايحسن أي عمل، وعصفت به التحديات أيضا أن لم يوافق على رحيله أهله وخاصة أبوه فأعادة بعد عدة أشهر إلى البلاد رغما عنه. كبرت جدران الخوف والتحديات تجاه التغيير الذي ينشده “أديب” وكبر معها إقدامه وإصراره مما عزز فيه ثقة نفسه فرفض الرضوخ للعواطف وقرر السفر والعودة إلى حيث بدأ في أمريكا. عانى الكثير والكثير في بداياته وكان يسليه أنه متفائل وسيجد نفسه وينجح رغم كثير من زرعوا في قلبه الإحباط والفشل. تيسرت أموره وعمل مخلصا في احد مكاتب المحاماة ثم أحسن العمل فاصبح مساعدا للمحامي ثم رزق بمن يؤمن بقدراته فشجعه وشد من أزره بان يكمل دراسته في تخصص المحاماة في أحد المعاهد ولم يكن أبدا يحلم بذلك ولقد آلامه كثيرا إيمان الغريب به وإنكار القريب له وأولهم أهله وأبوه. تخرج من المعهد في تخصص المحاماه استلم قضية مهمة ونجح في حلها فنال شهره جيدة، ثم توالت عليه القضايا إلى أن فتحت له أبواب الرزق الوفير فهو يمتلك الآن العديد من مكاتب المحاماة حول العالم ويقصدة لحل قضاياهم المشاهير وأصحاب النفوذ. أصبح “اديب” شخصية هامة وبارزة جدا طأطأت له رؤوس من كانوا يصفونه سابقا بالغبي.

التغيير نوع من أنواع التحدي حتما ستكسب رهانه إن أقبلت على نفسك فقط ودعمتها بالإقدام والإصرار والفأل الحسن متجاهلا تماما أصوات الغارقين في مخاوفهم فهم العوائق الحقيقية تجاه نجاحاتك وكنزك وقد يكونون من أقرب الأقربين.

ع.س

واتس.أب وخفايا فيسبوك

في صفقة أخيرة فلكية تعد الأكبر من نوعها في عالم الإنترنت وتحديدا في برامج التواصل الإجتماعي، أنفقت فيسبوك مايقدر ب 19 مليار دولار للإستحواذ على تطبيق المحادثات الفورية (واتس.أب). وقد أثارت هذه الصفقة الضخمة ضجة عارمة في جميع الأوساط حيث أثارت استغراب ودهشة العديد من المستخدمين ومختصي الأمن المعلوماتي في أمرين أثنين وهما: هل يستحق (واتس.أب) كل هذا المبلغ؟ ولماذا يدفع له هذا المبلغ؟
مارك زوكربيرغ؛ المديرا التنفيذي لفيسبوك وأثناء حضوره لـ مؤتمر الجوال العالمي الذي عُقد مؤخرا في مدينة برشلونة الأسبانية، رد على هذه التساؤلات بقوله: ” إنه الأنسب لنا، وهو يستحق أكثر من ذلك”. وذكر أيضا في تعليقه أن تطبيق(واتس.أب) يستخدمه قرابة النصف مليار مستخدم ويحقق نموا كبيرا جدا في المستخدمين وفي طريقة لمليار مستخدم مايؤهله لأن يكون من القلة القليلة جدا من الخدمات في العالم التي يمكن أن تصل إلى هذا المستوى، وهذا مايجعل قيمتها عالية بشكل لايصدقه البعض.

واتس.أب وإعجاب مليئ بالمخاوف:

وجود عدد ضخم من المستخدمين لـ (واتس.أب) يقارب النصف مليار هو إجماع على الإعجاب بهذا التطبيق، إلا أن مخاوفا كبيرة أرتبطت بهذا الإعجاب بعد الأستحواذ عليه من فيسبوك، وقد تضاعف هذه المخاوف وبشكل كبير بعد أن خرج بعض المختصين في أمن المعلومات ليؤكد زوال جدار الخصوية بسبب سياسية الفيسبوك الرامية إلى التعاون مع الحكومات لكشف بعض الخصوصيات حين الحاجة.
هذه المخاوف تدخل ضمن “مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد” إذ يسيل معها لعاب الشركات المنافسة لفتح أبوابها لاستقبال المستخدمين المهاجرين من خلال زيادة التسويق لمنتجها أو بالترويج للشعائات لزيادة المخاوف وبذلك زيادة مؤشر الهجرة من الغريم التقليدي لها. وفي مثل هذه الظروف التي أرتبطت بمخاوف سابقة متعلقه بالفيسبوك وربطت بـ (واتس.أب) بعد الاستحواذ، استغلت بعض الشركات المنافسة هذا الوقت للترويج لتطبيقها من خلال (دس السم في العسل) إذ ذُيلت بعض الأخبار والشائعات لانتهاك خصوصية (واتس.أب) توصيات باستخدام برامج أخرى تعد الأفضل أمنيا، وفعلاً زاد عدد المستخدمين في بعض برامج المنافسين لـ (واتس.أب) كـ (لاين) و (تلغرام) بشكل غير متوقع على الإطلاق ليفاجئ المستخدمون في بعض البرامج التي توجهوا لها، بعدم وجود الخصوصية التي يريدونها ليستمر معها مسلسل الإنتقال بين هذا وذاك متتبعين في تنقلاتهم الأخبار والشائعات مما حدا ببعض المستخدمين الذي قرروا هجر (واتس.أب) إلى الإستسلام والعودة إليه بعد أن رفعوا حاجز الخصوصية الشخصي بعدم تداول الأشياء الخاصة والإكتفاء بالدردشة الكتابية.

الهجرة من (واتس.أب) إلى (تلغرام):

شهدت الأيام السابقة التي رافقها جدلٌ واسع حيال صفقة فيسبوك الكبرى، هجرةً جماعية إلى تطبيقات أخرى منافسة كان أبرزها (تلغرام) الشبيه إلى حد كبير بغريمه (واتس.أب). ورغم أن البعض يؤكد على وجود علاقة مريبة بين التطبيقين سواء بأن المطور هو شخص واحد يسعى للهيمنة، أو بوجود منافسة شرسة شبه رأسمالية على حساب مشاعر المستخدمين لمثل هذه التطبيقات، إلا أن الأيام القليلة الماضية كشفت عن تسجيل أكثر من مليوني مستخدم في تطبيق (تلغرام) معضمهم من العرب وتحديدا دول الخليج، ويعود ذلك لما روج له عن أن هذا البرنامج أكثر أمانا وخصوصية.
الجدير بالذكر أن تطبيق (تلغرام) الذي تعود ملكيته لـ الأخوين الروسيين (نيكولا ديروف) حاصل على دكتوراه في الرياضيات، و (بافيل ديروف) المدير التنفيذي لشبكة (في كونتاكت)، وقد تعهدا في (تلغرام) بتقديم خدمات لامثيل لها في الأمان والخصوصية بحيث أن مطوري التطبيق يؤكدون على أنه لايمكن لأجهزة الأمن والمباحث التجسس على المحادثات إلا بإذن مالكي التطبيق وهو مالايدخل في سياسية المالكين بل ويتوعدون كل من يحاول ذلك من الحكومات أو اجهزة المباحث بسحب الخادم من دولهم.

حقيقة الإستخدام والتجسس:

تُصنف الأغراض والإهتمامات الشخصية جزءا من الحريات، لذلك فإن أي انتهاكٍ لمثل هذه الحرية يُعد خطراً كبيراً وغير مقبول إطلاقا عند الكثير من الناس. في الحقيقة وبالنظر إلى الأنظمة والقوانين، فإن أمر الخصوصية في برامج التواصل الجماعي تخضع إلى ثلاثة أمور هامة يجهلها أغلب المستخدمين لعدم اطلاعهم وبشكل محدد على تفاصيل اتفاقية الإشتراك ومنه تحميل التطبيقات.

الأمر الأول: ” لقد وافقت على شروطنا فالحق معنا ”

عند تحميل أي تطبيق أو اعادة تحديثة تخرج صفحة خاصة بالشروط، فهل قرأتها قبل الموافقة؟
أغلب المستخدمين لا يضيع وقتا في قرائتها أو الإطلاع عليها، لذلك يعمد كثير من مالكي التطبيقات لوضع كمية كبيرة من المعلومات بحيث يستوحي معها المستخدم صعوبة قراتها ليقارنها بموقت التحميل الذي لايتعدى الثواني، فيهمل وبشكل مقصود قراءة تلك الشروط التي أخذ فيها سياسية (دس السم في العسل).
فحين قراءة تفاصيل بعض الشروط ستجد في أكثير التطبيقات وخاصة المشهورة، الإشتراط بإجراء مسح كامل على قائمة المتصلين وأرشيف الجهاز وفي بعض الأحيان ذاكرته.
هل هذا معقول؟
نعم معقول وبإمكان أي قارئ لهذا الموضوع محاولة حذف أي تطبيقٍ في جهازة شريطة أن يكون مشهورا، ويحاول بعد ذلك إعادة تحميلة وقبل الموافقة قراءة كافة تفاصيل الشروط ليكتشف معها ما سيجعله يتردد في تحميل التطبيق. الأهم من ذلك: أنك حين توافق على ذلك فلهم الحق فعل ما اشتروطه وليس لك الحق في الإعتراض أو رفع شكوى لأنك وبكل بساطة وافقت على الشروط وشكرا.

الأمر الثاني: ” أثارة المشاكل دعوة للتجسس ”
كونك مشبوها، أو التورط مع أشخاص أو منظمات مشبوهه كالإرهابيين أو القاعدة، سيجعلك حتما عرضة للمراقبة والتجسس من قبل المباحث المحلية أو الدولية وهذا ماسيحفز مالكي المواقع الإجتماعية للتعاون مع أجهزة المراقبة والمباحث وربما المبادرة برفع أسمك للسلطات.

الأمر الثالث: ” العالم الإفتراضي مختلف عن الواقعي ”
أغلب مستخدمي مواقع التواصل في الإنترنت يتعاملون معه وفيه بفرضية أن عالم واقعي فيكون مستوى وطريقة تواصلهم مشابهة إلى حد ما إلى الواقع لتوفر الصوت والصوره. ورغم عدم توفر هذه الحاستين في برامج التواصل التي تعتمد لغة الكتابة للتواصل كـ (واتس.أب) إلا أن نشاط المستخدمين فيها مقارب للواقع ويستخدمون الصور الرمزية للتعبير عن حالتهم الواقعة. وفي كثير من الأحيان يرسل المستخدمون مالايعبر عنهم فعلا وإنما هو رمزيات لما يتمنونه أو يتصنعونه يستعرضها المتلقي ويفسرها بحسب كيفية قراءته لها والتي يحكمها أيضا حاله الذهن الواقعية للمتلقي.

مالذي تريدة فيسبوك من استيلائها على أشهر برامج التواصل (من وجهة نظر المحرر):
استولت فيسبوك في عام 2012 على تطبيق (انستغرام) بمبلغ (1) مليار دولار، وفي أقل من سنتين وقبل أيامٍ قلائل أستولت أيضا على تطبيق (واتس.أب)، وربما الأغلبية يتسائل مالذي تسعى إليه إدارة فيسبوك من خلال هذه الصفقات الضخمة والتاريخية؟

يفسر البعض من المختصين التقنيين أن هذا الأمر عائد إلى حمى المنافسة ورغبتها في التوسع والهيمنة وكبح جماح المنافسين من التقدم عليها بما يسمى بـ (السلطوية). أما المحللون السياسيون فقرائتهم للأمر مختلفة تماما فهم يؤكدون على أن مثل هذه الصفقات مدبره وتسعى إلى امتلاك حريات الناس والمجتمعات ومنها (خصوصياتهم) الأمر الذي يعد جزءا من بسط السلطة بمساعدة من العالم الإفتراضي؛ الإنترنت.
وهناك رأي آخر تماما قليلا ماتم تداوله وعرضه ويوافقه المحللون والمختصون الإجتماعيون وعلماء الإنسان؛ وهو أن الشبكات الإجتماعية تضج بالعديد من المعلومات القيمة جدا عن الناس والمجتمعات الذي يمكن دراستها وتحليلها ومن خلال ذلك فهم طبيعة تلك المجتمعات والناس وبالتالي إمكانية التحكم بتلك المجتمعات سواء بالتوجيه الفكري أو السياسي أو حتى الإقتصادي. هذا الأمر يؤكده علم البرمجة اللغوية العصبية، ويؤكده أيضا خبراء علوم الإنسان -أغلبهم أجانب يهود – من خلال دراسات أكدت أن معرفة اهتمامات الإنسان تفصيلياً يمكن استغلالها لتغيير مبادئه وقناعاته وبشكل أسهل مما يتصوره البعض.

دعوة للتأمل والفهم:
كان السياسيون في السابق من الدول العضمى ولفهم بعض مجتمعات الدول الأخرى وخاصة المنافسة، يبذلون الغالي والنفيس سواء بتجنيد الجواسيس أو رشوة العملاء، مستغرقين في ذلك وقتا طويلا للحصول على معلومات صحيحة موثوقة تساعدهم في فهم تلك المجتمعات ومن ثم محاولة الإستيلاء على تلك الدولة بالإستيلاء على عقول الناس تحديدا.
الإستيلاء على أكبر عدد من المعلومات عن الناس والمجتمعات يعد أمرا صعبا جدا في السابق، ولكن الآن ومع تطور وسائل التواصل الحديثة توازيا مع تطور مستوى وطرق البحوق والدراسات، فإن المعلومات التي تمتلكها وسائل التواصل الإجتماعي؛ تحديدا الموصوفة بالخصوصية والأمان، تعتبر معلومات قيمة جدا جدا لما فيها من مصداقية وموثوقية عالية بحكم تعامل المستخدمين معها على أنها خاصة وآمنه لذا فإنهم يتكلمون فيها غالبا كما يتكلمون في الواقع. وبالتالي فإن الحصول على مثل هذه المعلومات ولأكبر عدد ممكن من الناس وفي وقت قصير جدا يعتبر شيئا أشبة بالإعجاز، فحين استخدام مثل هذه المعلومات لتحليلها فإنه من الممكن فعلا أن يتم تحديد اهتمامات المجتمعات الفكرية والحياتية وبالتالي إمكانية توجيهها إلى ما يمكن تسميته بـ “المصلحة الخاصة”.

ولفهم ذلك بشكل أكبر فلنأخذ على سبيل المثال هذا الموقف:

شاب أمريكي عاش في مجتمع عربيٍ ما مدة كافية ليفهم اهتماماتهم وطريقة تفكيرهم، فتبين له أن أغلب الشباب يهتمون بشكل كبير بكرة القدم وأفلام الأكشن. بعد عدة سنوات عمل هذا الشاب في قناة تلفزيونية أجنبية تشتكي ضعف المشاهدين خصوصا في العالم العربي. قرر هذا الشاب مشاركة المدير التنفيذي للقناة ببعض مايعرفه عن اهتمامات الشباب في العالم العربي ونصح بتغيير برامج العرض إلى أفلام الأكشن وأيضا التركيز على كرة القدم. توجه المديرا لتنفيذي لأخذ خطوة غير مسبوقة وذلك بشراء حقوق لعرض مبارات كرة القدم وأخرى لعرض أفلام الأكشن الحديثة في صفقة تقدر بالملايين كادت أن تسبب في إفلاس القناة. بعد سنوات قليلة ارتفع عدد المشاهدين من العالم العربي بشكل كبير جدا تضاعفت معه أرباح القناة بارتفاع سهمها في السوق فحققت تعويضا لتلك الصفقة يقدر بـ خمسة أضعاف.

الشركات المصنعة والتسويقية الكبرى تبحث فعلا عن معلومات قيمة كتلك الموجودة في المواقع الإجتماعية، فهي تساعدها على فهم احتياجات ورغبات الناس هناك وبالتالي تصنيع مايرغبونه فعلا لتتضاعف معه كمية الشراء لتحقيق أرباح كبيرة لتلك الشركات.

فيسبوك .. وبشكل غير مباشر صرحت وبشكل غير مباشر أيضا أنها تتعاون مع الآخرين أصحاب المصالح للإفصاح عن بعض المعلومات في مواقعها ولايكون ذلك إلا بدفع مبالغ كبيرة مقابل الإفاصح عنها وهو ماقد تجازف بدفعها شركة ما ولكن وبعد تحليل تلك المعلومات واستخدامها في التصنيع أو التسويق فإن قيمة الأرباح الكبيرة ستغطي فعلا تلك المبالغ المدفوعة.

بغض النظر عن أن فيسبوك تتعاون لتسريب بعض معلومات مستخدمي مواقعها لوكالات الإستخبارات أو غيرها، فإنني أجزم –بالنظر إلى بعض تعاملاتها- أنها تنتهج هذه السياسية لأجل توسيع أمبراطوريتها في عالم الأنترنت بالسعي الحثيث إلى السيطرة على المنافسين وامتلاك أكبر حصص في العالم الإفتراضي “الانترنت” الذي يُعد أحد أقوى روابط التواصل بين الأفراد والمجتمعات الذي من خلاله يمكن التأثير على توجه وتفكير الناس سواء تجاه مناهج معينة أو منافع اقتصادية رأس مالية، وهذا مالا يريدة سادة وسياسيوا (الولايات المتحدة الأمريكية) لذلك هم يقدمون الدعم الكامل لأصحاب النفوذ الأمريكيين في عالم الانترنت سواء كان دعما ماليا كـ (19 مليار) أو دعما سياسيا يقتضي تشويه سمعه المنافسين أو ربما المساهمة في اسقاط رؤساء دولهم.

خف علينا يا (عضو الكونجرس):
السؤال المتداول الآن بين كثير من مستخدمي (واتس.أب) و (فيسبوك)، خصوصيتي معرضه للتجسس فهل استمر في استخدامها أم الغي حساباتي؟
في الحقيقية إن كنت واحدا من أعضاء الكونجرس الأمريكي أو سياسيا معروفا أو أحد المشبوهين أو المتورطين فقد يكون محتملا تعرض حساباتك للمراقبة أو التجسس.!! ولكن
طالما كنت مواطناً عاديا بعيدا عن الشبهات فلا يجب أن يكون ذلك موضع قلق لديك وبإمكانك استخدام مثل هذه المواقع والبرامج بكل أريحية.

… هذا الخوف من بعض الناس الذي يتبعه ارتفاع مخاوف كثير من الناس، ليس له مبرر إطلاقا، وأرى أنه من سلسلة (مع الخيل ياشقره) وجريا وراء (من خاف سِلم).
ياعالم… كيف الحال.

وفاءً للوطن

الوطن هو الاُم العظيمة التي تحضن الكثير من الأبناء، وحقٌ على هؤلاء الأبناءِ بِـرّها، كيف لا، وقد احتضنهم بكل حبٍ وحنان طيلة ثلاثة وثمانين عاما، وأغدق عليهم بفضل الله الكثير من الخير والعطاء.
ومن حق هذا الوطن الأم علينا أن نحتفي بإنجازاته وأهمُها “توحيده” الذي وُفق له مع رجاله الأوفياء جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراهـ في عام 1351هـ.

ويأتي الإحتفاء بإنجاز “توحيد المملكة العربية السعودية” تحت مسمى ” احتفال اليوم الوطني” إعترافاً بهذا الإنجاز العظيم ورغبة ً في تعزيز هذه الوحدة الوطنية بهدف الحفاظ عليها واستدامتها بإذن الله..

إن المسيرة العظيمة للدولة السعودية والتي نقلتها إلى مصاف الدول المتقدمة وجعلت منها ذات قدرٍ ومكانه عالية بين دول العالم، كانت بفضل الله ثم بمُلوكها الحكماء المخلصين ممن مشوا على نهج أبيهم في تحكيم الشريعة الإسلامية وتطبيقٍ للعدل والمساواة.

ثلاثٌ وثمانون عاما من الأمن والأمان أنعم بها الله علينا بعد توحيد المملكة
ثلاثٌ وثمانون عاما من التقدم والإزدهار خصنا الله بها بعد توحيد المملكة
ثلاثٌ وثمانون عاما من الرخاء والإستقرار باركنا الله بها بعد توحيد المملكة
والمتأمل.. يرى جلياً النقلة النوعية للمملكة في حكومة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن العزيز آل سعود؛ من تدعيم للأمن والأمان ودفعٍ كبيرٍ لعجلة الإصلاح والتنمية والتطوير إنطلاقاً من عظيم همه واهتمامه بالوطن والمواطن أطال الله في عمرهـ، وواجبنا نحن كمواطنين مخلصين أوفياء:
أن نشارك في الحفاظ على أمن هذا الوطن وأمانه بمحاربة الجهل ونبذ الخلاف والتمييز والتطرف،
أن نشارك في وحدة الوطن بتعزيز التلاحم والترابط بين أفراد المجتمع،
وأن نشارك في دفع عجلة التقدم والتنمية بالعلم والعمل تطلعاً إلى وطن شامخٍ بالعزة عظيم.
وهذا هو البِر الحقيقي المطلوب من المواطن لهذه الأم العظيمة؛ الوطن، وماهو مطلوبٌ من الأم هو فيضٌ أكبر وأكثر من الحب والحنان والعطاء فنقصه يوجب العقوق والتقصير ولاشك.

وطننا الموحدُ العظيم عُمره الآن 83 عاما، وهو في سنٍ يحتاج منا الكثير من الهم والإهتمام والرعاية الدائمة كونـُـه عُمرٌ مليءٌ بالإنجازات والكثير من الخير والعطاء ما جعله محط أنظار الطامعين والحسادين وأصحاب العداء.
بارك الله لنا في وطننا وحكومتنا الرشيدة وأدام علينا نعمة الأمن والأمان وأعان والدنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ونائبه ومستشاريه ومسؤوليه على كل مافيه خير للوطن والمواطن.

بين زوج وزوجهـ

أحد المقربين لي – وهو متزوج منذ قرابة السبع سنوات وله من الأبناء إبنتان- حدثي يوما ما أنه يعاني من مشكلة ٍ عاطفية ٍ تكاد تفتك به وبأسرته. فدهشت لوصفه ذلك رغم أنها مجرد مسألة عاطفية!! وتوقعت أن يكون الأمر أكبر بكثير ٍ من هذه المسألة. ولحرصي وكبير محبتي له أمسكت بكلتا يديه ملاطفا ً إياه ومواسياً له مطرقا ً له كامل سمعي ومخبرا ً إياه أنني على أتم الإستعداد للوقوف إلى جانبه وتقديم كل ماله شأنٌ في تخفيف معاناته.

لذلك راح يـُخبرني بكثير القصص والأحداث في حياته الزوجية يكاد غيري متأملا فيها أن يؤكد على أنه يبالغ في ذلك غضباً ويئسا ليس إلا.. ولكني ولثقتي الكبيرة فيه وفي صدقة فقد تأكدت منه حديثه أنها مسألةٌ عاطفية جد حساسة ولها أبعاد كبيرة أكثر مما يتوقع، لذلك وبسبب الصبر والمعاناة الدائمة، أصبحت هذه المشكلة العاطفية كالسوسة تنخر في قوام تلك العائلة وكالشقوق تزداد بسرعة في جدرانها.

7 سنوات ٍ شارفت على الإنتهاء وسمعه (كلتا اذنيه) أشبه بالصحراء القاحلة, تصحّــر لها بذلك قلبه المكلوم.. 7 سنوات لم يسمع من زوجته كلمة وُدٍ أو توددٍ أو شيئا من الحب،، لم يسمع كلماتٍ كـ (أحبك) أو ما شابهها يـَـطرقُ لها سمعه فتحي قلبه وعقله. صارحها واعترف لها بحاجته لذلك، وجّهها كثيرا ً حتى أنه طلب منها أن تهمس له بتلك الكلمات ولو على سبيل المجاملة ً، أو ان تتدرب عليها، أن تتصنعها !! ولكن من دون جدوى.

وبعد كثير حديث منه في هذا الموضوع سألته : أ ولم تسألها الأسباب؟ مؤكد أن هناك أسبابا داخلية تمنعها من ذلك؟ فتنهد وقال: “سألتها وقد كانت الإجابة بأنها اسباب كالحياء والخجل.. تحتاج معها لبعض الوقت، فهي لا تمتلك الجرأة على حد قولها بأن تبوح بهذه المشاعر!! أو أن شيئا داخلياً يمنعها ويقف حائلاً بينها وبين تعود قول ذلك، وفي بعض الاحيان يكون السبب بأننا لم نعد مراهقين حتى نصارح أو نبوح لبعضنا بتلك الكلمات !! وفي أحيان أخرى يكون السبب بأن لا حاجة لقولها فأنا كرجل يجب ان أشعر بها في كثير ٍ من تعاملاتها معي، من رعاية ٍ واهتمام واحترام وتقدير” .

حاجة صاحبي للبوح الشعوري والتي لم يستطع تحقيقه مع أقرب الأقربين (زوجته)، دعا قلبه إلى أن يتصحــّـر ويقسو والنتيجة ! هي ما أخبرني عن حاله مع زوجته من كثير التوتر والغضب لأتفة الأسباب، والقلق المستديم الذي انعكس بذلك على جوانب الأسرة لترسم لها صورةً مليئة بالكآبة والملل والحزن.

سألته مرة أخرى: لم لم تبادر زوجتك بالبوح بهذه الكلمات لتكون مشجعا ً وقدوة لها؟؟ فتنهد بأكثر من ذي قبل وأردف قائلا: لم يغب عني هذا الشي ولكن ردود الفعل منها غالبا ً ماكانت تردني خائبا، أتمنى عندها أنني لم أقل ما قلته سواء كانت كلمة أحبك أو غيرها من كلمات التودد وحديث القلب.

فتعجبت لذلك وقلت: وما تلك ردة الفعل منها؟ قال – ولكن من دون تنهيده وإنما اطراقة رأس- : خذ على سبيل المثال، أحببت أن أداعبها مره فقلت لها أقتربي سوف أقول لك سراً؟ فهمست في إذنيها: أحبك… فما كان منها إلا أن رمقتني بعينين متعجبتين: من قلبك هاذي؟ قلت لها : والله من قلبي!! قالت: ماحسيت فيها بصراحه ؟؟؟. ومرة من المرات حادثتها بالهاتف وقبل أن ينتهي حديثنا قلت لها : سوف أخبرك بخبر حلو. ففرحت وقالت : ماهو.. بسرعه؟ فقلت لها هامسا ً إياها: أحبك مووت. فصعقتني بردها عندما اردفت قائلة: طيب عارفه هالشي وين الخبر الحلو؟؟ فقلت لها مستاء ً متعجباً : هذا الخبر الحلو.. أني احبك موت !! فردت قائلة: بس هذا هو..!! الله يهديك انا فكرت شي مهم. ماجبت شي جديد. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وعند ذلك استوقفته وقلت له بحرقة ٍ ولوعة :  حسبـُـك.. فأنا أحس بضمأ ٍ شديد في داخلي وأحسب أني أصابني ذلك نتاجَ ماممرت به وأصابك وياوجعي مما أصابك..   فكتبت له ما سلمته إياه في اليوم التالي  وأكدت له أن يعطيه لزوجته مع هدية مما تحب هي.

نحن معشر الرجال يامعشر النساء، نتسم بشي من الشدة والحزم وهو من الصفات المهمة ذات الحكمة البليغة التي تتلخص في مواجهة صعوبات الحياة الخارجية بكل اشكالها، ولكن على العكس من كوننا اشداء حازمون فإننا نحتاج إلى سيل ٍ من الحنان يطرق أسماعنا وأعيننا وجميع حواسنا. فقد أ ُخذنا بعد الزواج من أحضان أمهاتنا الهانئ  إلى حضن أخر يفترض أن يكون أكثر هنائاً وحنانا ليخفف وجع فراقنا لأعظم حضن على وجه البسيطة، ومما يتوجب على الزوجة أولا وأخيراً أن تكون أُماً لزوجها وأن تلتمس من أُمِّه المعاملة الحسنة التي تربى عليها وتعودها لتطبقها عليه، ومن ثم تتدرج في ذلك لتكون الحبيبة والصديقة والأخت.

إن للرجل حواساً خمسْ كما هي للمرأة لابد للزوجة أن تؤمن بأهميتها وأنها أحد القواعد للحياة الزوجية السعيدة فتحاول جاهدة أن تملئ تلك الحواس وتوليها كامل اهتمامها فمنها يأتي الجذب الكبير والعفاف الحقيقي للزوج، وأهم تلك الحواس الخمس هي النظر والسمع. وما أن تفعل الزوجة ذلك حتى ينعكس من الزوج لزوجته قولا وعملا متحققاً بذلك الراحة والطمأنينة والإستقرار أساس السعادة.

 

همسة للزوجة

الزوج هو جنتك فأي بذرٍ تزرعينه فيها ستجنين الثمر.

 

همسة للزوج

الزوجة كالشجرة قد تكون كالظل لك أو كالشوك مالم تحسن سَـقيها وعمارها.

 ———————

تدوينه / كتبت في سبتمبر 2011

مرسيدس (موبايلي) ومرسيدس (اليوم)

 

مازالت “المرسيدس” تحافظ على الصدارة في كونها تغري الكثير لإمتلاكها لما تتمتع به من اسم عريق وفخامة رغم وجود المنافسين الأقوياء كالبوقاتي وال بي ام دبليو. ارتباط اسم ” المرسيدس” بالملوك والأغنياء جعل الكثير يحلم بها وأعطى تصوراً للبعض أنه وبمجرد امتلاكها سيضع اسمه ضمن لائحمة الملوك والأغنياء، وحين يكون خلف مقود “المرسيدس” سيتملكه شعور بـ “الثقـل” وفي رواية “الكـِـبر” حتى أن جزءا من وجهه لن يستطيع الإلتفات لإلقاء التحية على صديقه –صاحب الكامري- الذي صادفه عن الإشارة .

هذا الهوس الحقيقي ب “المرسيدس” عند أغلب الناس هو الذي حدى ببعض الشركات والمؤسسات لاستغلالها كأداة للتسويق وفي رواية لصديقي “كطعم”. فانطلقت الحملة الإعلامية الترويجية لتلك الجريدة تباركها “المرسيدس” للتسارع معها نضبات قلوب الكثير ويسيل معها لعابهم لا للجريدة وإنما لـ “المرسيدس”. وأكاد أجزم أن أكثر من ثلث الذين اندفعوا وتدافعوا للإشتراك في الجريدة خلال هذه الحملة هم من اللامهتمين بالقراءة ولكنهم وبلاشك مهتمين بـ “المرسيدس ” وبإمكانك اكتشاف ذلك في صندق استقبال الجريدة المغبر الممتلئ بالجرائد اليومية عند بوابة بيوتهم، أو دواليب وأرفف المطبخ المفروشة بصفحات الجريدة التي لم تـُـتصفح، أو تلك الكمية الكبيرة المكدسة قرب درام المندي !!

هذا الهوس الحقيقي بـ “المرسيدس” حدى أيضاً بشركة اتصالات كبرى حققت أرباحا خياليه عندما كسبت ثقة المواطن بشكل كبير وفي زمن قياسي لأن تتنازل عن بعض قيمها ومبادئها سواء في التسويق الجيد أو الإلتزام بأحد سياساتها وهي راحة العميل، فأطلقت بمسدس تسويق بال ٍ مسابقة ” المرسيدس” مستخدمة رصاصا ً رخيصاً اسمه الرسائل النصية ليصطادوا بها قلوب الغلابا والمهوسين بالـ “المرسيدس” أو دراهمها. هؤلاء المجتهدون  أما علموا أنهم بذلك لن يستولوا إلا على دراهم الغلابا والمساكين ممن غرقوا في أحلام الرفاهية المزعومة، ممن هم بحاجة أصلا إلى الـ 5 ريال !!

وفي تساؤل لأحد الأصدقاء قال فيه: أليس من الغريب أن يكون هناك اطلاق لحملة تسويقة وأخرى مسابقة بمباركة “المرسيدس” في نفس الوقت تقريباً؟ فما كان مني إلا أن أردفت قائلا : بل الغريب أن لايكون هناك طرف ثالث ورابع وخامس، إنها من خطط التسويق وهو مايسمى بالإغراق وقد استغلت بشكل “سيئ” ياصديقي.

استخدام “الـمرسيدس” في حملة تسويقة أو مسابقة كتلك يذكرني بمسلسل مكسيكي ظهرت فيه فاتنة أسمها “ماريا مرسيدس” أغرت الكثير للمتابعة من محبي المسلسلات أو الفاتنات وحتى الفضوليين، وما تنتهجه تلك المؤسسة أو الشركة في حملتها التسويقة باستخدام طعم “المرسيدس” ماهو إلا فلم مكسيكي يحاول المخرج فيه تعرية البطلة “حبة حبة” ليزيد من من دقات قلوب المتابعين ويسيـّـل لعابهم فيــُــرغمون على المتابعة حتى ولو لم يعرفوا قصة المسلسل وكلو لعيون “المرسيدس” أو “ماريا مرسيدس” لا أعتقد ان هناك فرق.

إن ما تفعله تلك في حملتها التسويقية بمصاحبة الفاتنة “المرسيدس”، في اعتقادي هو اشعار غير مباشر لخوفها من السقوط في تأرجها فوق القمة بعد تراجع الكثير من متابعيها “الدفيعين” وهروبهم إلى “الإلكتروني المجاني” الأكثر انفتاحاً وشفافية، فكانت أحد الحلول هي الإستعانة بـ “مريا مرسيدس” عفوا أقصد “المرسيدس”.

وتلك الشركة العملاقة للإتصالات بطرحها لمسابقة “المرسيدس” ، التي أزعجت كثيراً من العملاء وأفقدتهم الثقة والمصداقية، أرى أن مافعلته هو أنها قذفت نفسها بالحجارة، واستخدمت ريشة رسم كبيرة بلونٍ أسود لترسم على صفحتها البيضاء بطريقة “شخبط شخابيط لخبط لخابيط” تلك الصفحة التي حافظ على بياضها عملائها بعدم انتهاجها لما يفقد الثقة والمصداقية كالسعي وراء جيوب العملاء باغرائهم وزجهم في فتنة “مريا مرسيدس” عفوا مسابقة “المرسيدس” عبر الرسائل النصية. وسؤالي: هل كانوا بحاجة “لحفنة من المال مريبٍ قليل” في ظل تهاتف واقبال الكثير عليكم؟

همسه للأول:

 قيل: صاحب الرونق والجمال لايحتاج للمكياج أبدا ليجذب الناس إليه.

هسمة للثاني:

 في الوقت الذي أقبل الناس فيه عليكم كالجراد، استقبلتموهم بـبرنامج هو أشبة بـ “بف باف”،، فهم الآن يتراجعون،، يتراجعون ولا يتكاثرون.

معرض

عذرا عروس البحر الأحمر.. لا تستغيثي المطر

  في الوقت الذي كنا قبل أيام ٍ قلائل نصلي استغاثة للمطر جراء تأخره وجدب الأرض.. أضحت مدينة جدة -عروس البحر الأحمر- تـندب حضها على ذلك الإستسغاء.. وتضرب بكلـتا يديها خدين لم يحمرّا خجلا، وإنما هولا ً من الصدمة والفاجعة. … إقرأ المزيد