علاقة وثيقة بين شهر رمضان والروح، ترى ماهي؟
إن تلك العلاقة لايعرف سرها إلا من شهد وتعرض وعرض نفسه لما هو أبلغ لمعرفة ذلك، ألا وهو أمر الخلوة.
هذا الأمر كما ذكرت سابقاً لايوصف وإنما بالاجتهاد والتطبيق يُدركُ ويُحس، لذلك سنهم أنا وأنت بتطبيقه.
اليوم أنا وأنت سنستعد للثلث الأخير من الليل -الساعة الواحده صباحا- وقبل ذلك تأكد من:
– ايجاد مكان خلوة حقيقي بعيد عن الناس قريب من النفس وآثر في الإحساس.
– إحسان الوضوء أيما إحسان والترفق فيه بكثير الحمد والإمتنان.
– اختيار ولبس أفضل الثياب والتطيب بأطيب الطيب كما لو كنت لعرسٍ تتهيئ.
بعد ذلك، توجه تجاه القبلة وافرش سجادة صلاتك، ابدأ باستغفار الله مائه مره، وبعده بالحمد والتسبيح والتهليل، ثم ابدأ بقراءة ماتيسر من القرآن بأفضل صوتك مرتلاً إياه ترتيلا.
تهيأ لصلاة مطمئنةٍ لم تصلها من قبل، اربع ركعتات فقط تقرأ فيها من القرآن سورة الاعراف او هود او ياسين. قراءةً مرتله متأنيه، وفي ركوعك أطل تسبيحا وتعظيما، وفي سجودك أكثر دعاءه وتأمل عظمته وفي صغر حجمك مقارنة بالأرض، الكون، السماء، وأنت وحيدٌ خاضعٌ ذليلٌ بين يديه،
هنا تحتاح فعلا لكبير التركيز فيما تفعل وتقول، ولعميق التأمل والتدبر فيما سيكون !!
العجيب في الأمر هنا أن الخضوع والذلة يقابله علوٌ ورُقيٌ وكرامة للروح تنعكس على الجسد بذلك الاحساس الذي لايوصف أبدا. عِطرٌ فريدٌ من نوعه ستشعر أنه يتسلل الى أنفاسك، هو ليس عطراً في الحقيقة وإنما نشوة الروح سعادة ببارئها.
(ونفخنا فيه من روحنا) الروح تابعة للخالق عز وجل وبه وله فقط تأنس وتسعد.
بعد فراغك من صلاتك اطل دعاءك وتضرعك الى خالقك اطلبه مغفرته ورحمته وجنته.
الاعجب: في اليوم التالي كل شيء سيكون مختلفاً؛ أُنس الناس وباقي المخلوقات بك، سهلُ أمرك، عظيم توفيقك، وعميق رضاً يطير بك الى السماء.
كل ذلك سببه أن صفت روحك وصفاءها اتصل بنقطةٍ السماء ليُبث ذلك الصفاء الى اجهزة استقبال الارواح الاخرى لكل المخلوقات جمادا كان أو حيا.
إن هذا المشهد السري العظيم في رمضان خصوصاً يعيشهُ كمٌ قليل من الناس من اجتهدوا ووفقوا لذلك فهم في أهل السماء مذكورون وفي أهل الأرض مباركون منصورون،
فهل ستكون منهم؟
اليوم هو موعدنا وإن لم تستطع اليوم فغداً أو بعد غد.