مُؤامرة وعي

يمتطي مجتمعنا حالياً فرساً سريعاً في ساحة التطور الإجتماعي والعمراني الجميل، ومع هذا التغيير السريع ظهرت لنا مستنقعاتٌ عديدة ساهمت في تعكير صفو الجمال الأخلاقي المتوافق مع هذا التطور الجميل والموافق للرقي والذوق الرفيع الذي امتازت به قيمنا الاسلامية.

مستنقعات ضعف الوعي نتاجها سلوكيات لأشخاص عديمي المسؤولية والاحترام لأنفسهم وللآخرين ولهم للأسف تأثير سلبي كبير فمقلدوهم من عامة الناس متوسطي الوعي كثر.
تُنشئُ حديقةٌ متميزةٌ لهم فيأتي حضرتهم للإستمتاع ثم يكافؤون ذلك بالتحول إلى جراثيم تنشر عدوانها وفسادها برمي القاذورات وربما بتخريب الممتلكات العامة التي وضعت خصيصا لهم.
يذهب مسافرا مع أبناءه في طريق جديد نظيف متباهيا به فيفتح النافذة، يرمي القاذورات، ثم يرميها بعده أبناءه وسط ترحيب من الجميع، فواعجباً.


تنتقل أسفا تلك السلوكيات كورم سرطاني من جيل إلى جيل طالما كان لها قدوات وآخرون لا منكرون.


أؤمن كثيراً بضرورة تبني مؤامرة عنوانها (رفع الوعي) يقوم بأدوارها العقلاء من الأفراد والمؤسسات التعليمية والاجتماعية لنشر فيروس الوعي في عقل كلٍ فردٍ بدءا من الأسرة (الوالدين) ثم المدرسة ثم المسجد ثم الشارع عبر برامج تكاملية تتبع ضعف الوعي فتُقِيمُه؛ عندها لن ننشغل بإعادة سن القوانين وتغليظ العقوبات لضبط مثل تلك السلوكيات السلبية، فالفرد عالي الوعي سيكون هو سيد القانون وأداة الضبط.


هي دعوة جدية لأولي الأمر عبر ذوي الاختصاص للنظر في وسائل وأدوات الوعي العلمية الصحيحة لبناء برنامج تُغزى به تلك المستنقعات فتجفف بتعاون مشترك بين مؤسسات رعاية الأسرة والمؤسسات التعليمية وانتهاءا بالمؤسسات الاجتماعية بهدف تحويل كل أفراد المجتمع إلى مجتمع مسؤول وعلى درجة عالية من الرقي والتحضر توافقا مع التطور المنشود فلا جمال للمظهر مع فساد الجوهر.


نشر في جريدة اليوم*

http://www.alyaum.com/article/4205184#.WbLTFNcDwao.whatsapp

ردك مهم،، فلا ترحل دون ترك بصمة